04 مايو 2009

اللسان وآهٍ منك يا لسان

ظلمت نفسي قبل أن يظلمني الزمانُ...... ورضيتُ لنفسي الذل والهوانُ ..



وكان الهوى دليلي فصار الذنب ذنبان..... الله كرمني على المخلوقات وجعلني إنسان ...



وألقى إلى أمانةً ينأى عن حملها الثقلان ..... وكنت أنا بضعفي مؤيداً من الرحمن...



ولما رأيت الحياة رأيتها بعين حيــــــوان ....... رأيت الناس لحماً ولم أحفظ له كيان...



نهشت من لحم الخلائق وسببت للناس أحزان..... بغرورٍ وكبرياءٍ وعظمةٍ وامتهان..



نسيتُ أنــى حقيــــــــرٌ وعند الله مُهـــــــان..... نسيتُ أنى مُحاسب وآهٍ من الحُسبان..



بلسانٍ سليطٍ كسيفٍ مزقتُ لحم إخوان ..... و اشتد معي البلاءُ وسببت للناس أحزان...



شيطاناً جعلتُ نفســــي وبكل شرٍ مُدان....... ولساني بكُل قوة يجذبُني إلى النيران...



آهٍ منــك آه و منــــــك آهٍ يا لســــــــان ......... لم تترُكني بخير وأغضبت مني الرحمن ..



أما آن الأوانُ أن تستحي أن تستقيـــم......... أستحلِفُك بالله أن ترحمني وعُف يا لسان..



إن تعُف تنجيني وأكون من أهلِ الجنان..... وان أبيت تُهلكُني وآهٍ من النيران..



كفى منك ما جنيتُ وكفاني منك عصيان ...... آهٍ لو أستطيع لقطعتُك بيدي وأطعمتُك الفئران..



من يرحمني من عذابي ومن الذل والهوان..... ليس لي الاك يا كريم يا منان ..



أمسك علي هذا واجعلهُ نعمةً وإحسان ..... كم من كريمٍ ذكيته وقيل صاحب لسان..



فاجعل لي يا ربُ تواضُعاً يهديني إلى الجنان.... لا النفسُ تهدي ولا الهوى ولا الصاحبُ الشيطان..



إلا من كُنت معهُ رفيقاً في الدربِ يا رحمن.... عاهدت نفسي على المعاصي فذللتُ ذُل المُهان..



أتوبُ الآن توبة.. توبة بعد عصيـــــــان.... فاقبلها يا ربُ برضا وسعدي برضاك سعدان ..



عهدي الآن أن أكون كما رضينني إنسان.... وسأجعلهُ بذِكرِك شاكراً نعم انهُ اللسان.


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق